على هامش الحزن

الحزن يا صديقي ليس حدث يسهل الغوص في تفاصيله، فمثلا لم يقع فنجان القهوة فحزنت لأجله!
أو لأن سقوط الهاتف على أرض رخامية ،فتبعثرت أجزاءه فأصابني الحزن!
أن الحزن يا صديقي مزيج متشابك ومعقد من بقايا أشياء وقعت وتبعثرت بداخل أرواحنا، انطفاء يصيبنا مرة بعد مرة مع كل خذلان، مع كل خيبة... أنه شروخ متعاقبة في صميم أحلامنا ،يتسرب منها الشغف؛ ويحل محلها الحزن !
أنه مثلا توقعات لم تكن في محلها!
جروح ما أن تندمل تخرمشها مخالب الثقة التي أيضا لم تكن في محلها!
فراغ يتلوى فقدا وشوقا عمن رحلوا تباعا
أستطيع أن أقول إن الحزن كائن هلامي له ملامح النجاة من كل مالم يقتلنا!
وأنه مجموع ما تبقى منا بعد كل تجربة، بعد كل انكسار، بعد كل انتصار....فالحزن ليس العتمة التي ابتلعتنا...بل هو ما تبقى من ضوء وقتما عجزت العتمة على الاستحواذ علينا!
نعم أتفق أن الحزن ليس دقة الحسن التي تباهي بها الآخرين كذلك، ولكنه العاهة التي بقيت لبطل حرب انتصر فيها، أنه وسم القلب الذي يستنطق الأمل رغم رصيده المتضخم من الاحباط، فلا تقل علام الحزن ياحنين؟!
وكأنك لست جزءا من تلك الحياة، كأنك نجوت مما لم ننجو نحن منه، فلتكن منطقيا ولتعترف بأننا جميعا في الحزن سواء، ولكن حزانى برتبة سعداء!
ولنتفق أن الحزن ياصديقي ليس نتاج تفاصيل يمكن أن نناقشها بمنطق، بل هو يبحث عن أسباب  لكي يخبرنا والآخرين أنه هنا....فعندما بكيت مثلا عقب انسكاب فنجان القهوة ربما أبكي العمر الذي ينسكب مني، ربما بكائي الغريب بعد ضياع القلم الذي أحب هو بكاء مرير لطفولة ضائعة وشباب يهدر!!!!
ربما الحزن في صوتي عندما فقدت ما كتبت لم يكن إلا حزن أكبر عما لم أكتب.
فهكذا نحن أمام أسباب تقتلنا كنا أحياء جدا، ولكن أمام أسباب تافهة مرغتنا الأحزان، ربما لأننا صمتنا وقتما كان يجب أن نصرخ...لذا لم ينقطع الصراخ طوال صمتنا!

يا صديقي فكما ترى وقتما ضاق صدري وانعقد لساني لأول مرة بدأ الحزن ولم ينتهي، فعلام لا نحزن ياصديقي؟!!!
#على_هامش_الحزن
#كتابات_مؤجلة
#حنين_خطاب